كلية اللغة العربية بجامعة الازهر |
كلمة الأستاذ الدكتور / عميد الكلية
فممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الحديث عن كلية اللغة العربية بالقاهرة حديثٌ عن صَرْحٍ من أقدم صروح العلم والمعرفة في عالمنا الإسلامي والعربي، ثم هو حديثٌ عن قلعة حاضنة لتراث الأمَّة العربي والإسلامي، تذود عنه بكل ما أوتيت من قوَّة، وتنشره في آفاق الكون الفسيح علمًا خالصًا مُصفَّى من كل شائبة، بعيدًا عن أيِّ تطرُّف، من خلال كوكبة من العلماء النُّجباء حاملي مشاعل العلم الصحيح، والفكر المستنير، والوسطية المحمودة.
بدأت الدراسة في كلية اللغة العربية بالقاهرة عام 1933م في تخصُّصات: النحو والصرف، والبلاغة والأدب، والتاريخ والمنطق وعلم النفس، ومع صدور قانون تطوير الأزهر عام 1961 أنشئت شعبة التاريخ والحضارة، وكذلك شعبة الصحافة والإعلام، وشعبة أصول اللغة؛ للحصول على درجة الإجازة العالية، ثم مرحلة الدراسات العليا (الماجستير، والدكتوراه).
وفي عام 2011م صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 715 بتحويل شعبة الصحافة والإعلام إلى (كلية الإعلام للبنين بالقاهرة)؛ لتقف بجوار أخواتها كليات الجامعة.
لقد تعاقب على إدارة كلية اللغة العربية بالقاهرة عمداء ووكلاء وأعضاء هيئة تدريس، وجهاز إداري، نحسبهم جميعًا قد صدقوا ما عاهدوا الله عليه، عمل كُلُّ واحد منهم قَدْر استطاعته، وفي ضوء ما أتيح له من إمكانات وموارد في سبيل توفير بنية تحتية صالحة تليق بالتعليم الجامعي، كما بذلوا قصارى جهدهم في سبيل تطوير البحث العلمي بما يتلاءم وطبيعة العصر.
وها أنتم أولاء ترون اليوم كليتكم ترفل في ثياب العِزَّة والبهاء، تقف شامخةً تطاول أعنان السماء، ترنو أن تكون الرائدةَ محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، ولِمَ لا وفيها جهابذ العلماء، وصفوة الأدباء، وأمراء الشعراء، ومصطفى الوزراء؟!
لقد جنت الكلية ثمار غرسها بتخريج أجيال من العلماء الأفذاذ كان لهم الدور الأبرز في خدمة مجتمعهم وعالمهم الإسلامي والعربي، متسلحين بقيم الإسلام وتعاليمه ومنهجه الوسطي.
والأمل معقودٌ على شبابنا في حَمْل الأمانة، وأداء الرسالة، ومواصلة المسيرة. وفقنا الله جميعًا لما فيه الخير، وسدَّد خُطانا.
أ. د/ عبده إبراهيم أحمد
عميد الكلية
رابط متابعة جداول ونتيجة الامتحانات لكلية اللغه العربيه من هنا
نبذة عن كلية اللغة العربية بالقاهرة
أنشئت كلية اللغة العربية بالقاهرة عام 1933م، وهي أقدم صَرْح في العالم الإسلامي يحمل هذا الاسم. وتقوم الكلية على الاهتمام بعلوم اللغة وما يتعلَّق بها، وتتوفر على العناية بلغة القرآن الكريم؛ درسًا وبحثًا، والمحافظة عليها؛ لتظل الأداة الصحيحة لفَهْم كتاب الله – تعالى - وسُنَّة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتُعْنَى الكلية كذلك بتخريج المُعلِّمين القادرين على النهوض بتدريس اللغة العربية في المعاهد الأزهرية والمدارس الإعدادية والثانوية، وإعداد الباحثين القادرين على التصدِّي لمشكلات العربية وبحثها بحثًا علميًّا بنَّاءً، والمشاركة في تزويد الدعوة الإسلامية بحاجتها من الدُّعَاة والخُطَباء. تخرج فيها أفذاذ العلماء مثل إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى. تضم الكلية طلابا من أكثر من خمسين دولة حول العالم، منهم 967طالبا في مرحلة الإجازة العالية و 50 في الدراسات العليا.
أ- مراحل النشأة:
1 ـ كانت العلوم العربية وآدابها في الحلقات الدراسية حول أعمدة الجامع الأزهر وفي أروقته المختلفة كالشأن في علوم الشريعة، وأصول الدين، والتاريخ، والمنطق، والفلسفة، والفلك، والطب.. وغيرها من المعارف الإنسانية والطبيعية والبيئية؛ فكانت الأعمدة جامعةً لكل العلوم والآداب.
2 ـ شُكِّلت لجنة لوضع قوانين نشأة كلية اللغة العربية عام 1927م، مُكوَّنة من السادة العلماء: السيد/ عبدالفتاح صبري بك، والسيد/ محمد بهيّ الدين بركات، والشيخ/ أحمد هارون، والشيخ/ محمد عاشور، والسيد/ محمد خالد حسنين بك، يرأسها الإمام الأكبر فضيلة الشيخ/ محمد مصطفى المراغي، وأصدرت قانونها الجديد في (18/ 10/ 1928م).
3 ـ حثَّ كثيرٌ من العلماء المسئولين على الافتتاح، ومنهم الإمام الأكبر الشيخ حسونة النواوي، والإمام الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي، والإمام الأكبر محمد الأحمدي الظواهري.
4 ـ في عهد الإمام الأكبر محمد الأحمدي الظواهري، شيخ الأزهر آنذاك، صدر القرار الملكيُّ بافتتاح الكليات الثلاث: «اللغة العربية، وأصول الدين، والشريعة» في عام 1930م.
5 ـ استقبل الإمام الأكبر الشيخ/ محمد مصطفى المراغي، شيخ الأزهر، والشيخ/ إبراهيم حمروش، أول شيخ لكلية اللغة العربية، صاحب الجلالة/ الملك فؤاد الأول، ملك مصر والسودان؛ ليفتتح الكليات الثلاث رسميًّا، ومعهم مجموعة من العلماء وكبار الضيوف والمسئولين، في يومَيْ: الثلاثاء والأربعاء، الثاني والثالث من ذي الحجة عام 1351هـ، الموافقَيْن الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من مارس عام 1933م.
6 ـ أقيمت الدراسة في كلية اللغة العربية بالقاهرة في مبناها بحي (البراموني)، ثم انتقلت إلي حي الأزهر الشريف في مبناها الحالي بالدرَّاسة، وأشرف على البناء مهندسٌ إيطاليٌّ.
ب- تطوُّر الدراسة:
مرَّت الكلية بأطوار متعدِّدة؛ فلقد كانت شعبتين: (شعبة العلوم اللغوية - شعبة العلوم الفلسفية)، ثم تطوَّرت إلى عدَّة أقسام بعد ذلك:
- أولاً: «الشعبة العامة»، وتتكوَّن من الأقسام الآتية: (اللغويات - الأدب والنقد - البلاغة والنقد - أصول اللغة).
- ثانيًا: شعبة «التاريخ والحضارة»، التي أنشئت مع صدور قانون تطوير الأزهر عام 1961م، وبذلك أُضيفَ إلى الكلية قسم «التاريخ والحضارة»، الذي يضمُّ التخصُّصات الآتية: «التاريخ الإسلامي ـ التاريخ الحديث ـ التاريخ القديم ـ الحضارة».
- ثالثًا: شعبة «الصحافة والإعلام»، وتضم الأقسام الآتية: «الإذاعة والتليفزيون - الصحافة والنشر - العلاقات العامة والإعلان». وقد أصبحت شعبة الصحافة والإعلام كلية مستقلة باسم «كلية الإعلام» عام 2011م.
وقد انتقلت شعبة «العلوم الفلسفية» إلى كلية أصول الدين تحت اسم: «قسم العقيدة والفلسفة»، مع صدور قانون تطوير الأزهر عام 1961م. ويُذكر أيضًا أن الكلية أنشئ بها «معهد اللغات والترجمة»، الذي استمرَّت رعاية كلية اللغة العربية له حتى أصبح كلية مستقلة، هي كلية اللغات والترجمة عام 1961م؛ فبقيت كلية اللغة العربية على الشعبة العامة وشعبة التاريخ والحضارة.
شاهد ايضا :
شاهد ايضا :